الرقص في الحُلم داخل حُلم

صورة
    أحيانًا، لا يوقظنا من غفلتنا سوى حُلم . ليس كأحلام الليل العابرة، بل حُلمٌ نلمح فيه وجهًا رقيقًا، كأنّه من نسـج نسمة .  في هذا الحلم، تُعاد ترتيب الذاكرة، ويُجرَّب الإحساس من جديد . تطلّ الرعاية، ويُزهر الحب، وتتكشّف ملامح الجمال كما لو أنها تولد للمرة الأولى . هنا، استراحةُ الروح على عتبة التحول، قادمٌ من مكان ناعم بين النوم واليقظة …   عاد لي وعيي وأنا واقفة أمام المرآة أرتدي فستانًا كحليًّا من القطيفة، بأكمام طويلة وملمس ناعم يحتضنني كأنني عروس الوقت كنت في أبهى حُلّتي، والشمس كانت على وشك المغيب، ضوؤها البرتقالي يغسل وجهي، وينسكب على الفستان كما تنسكب الذكريات على الروح استدرت نحو الباب كان هناك رجل يحمل طفلًا بين ذراعيه، ويقول بصوت رصين حنون : " لا بأس، لا تستعجلي… جميعنا في الأسفل بانتظارك ." ثم خرج. وأغلق الباب خلفه بلطف " جميعنا؟ " تكررت الكلمة في داخلي كصدى بعيد وبطريقة لم أفهمها، عرفت أن هذا الرجل هو زوجي… وأن هذا الطفل هو ابني لكنني لم أكن أتذكّر شيئًا: لا متى تزوّجت، ولا متى أنجبت، ولا كيف مرّت كل تلك الأيام بقيت واقفة أمام المرآة أنظر إلى الفستان، و...

يوم ميلاد سعيد لي






 يوم الأربعاء صباحا الثاني من أكتوبر، استيقظت مبتسمة اليوم يوافق ذكرى ميلادي الثلاثين وكنت قد وضعت خطة بسيطة للاحتفال باليوم 

تحققت من الوقت كانت الساعة تشير إلى السابعة والربع، نهضت وعلى مهل اطعمت القطط ثم حظيت بحمام دافئ انتهت منه ثم بدأت بتجهيز نفسي للخروج اخترت مسبقا المكان الذي سأتناول فيه القهوة، كان يبعد عن المنزل بعض مترات فقط وما ان انتهيت حتى خرجت وبدأت امشي 

قل ما ندر ان أرى أحدا يمشي في هذا الوقت تحديدا حيث ينصرف الجميع تقريبا إلى أعمالهم، رأيت حادث سيارة بسيط على جانب الطريق بينما السائقين منخرطين في القاء الوم على بعضهما البعض، مررت بالقرب منها وأكملت طريقي .

وقبل ان اقطع الشارع مرورا للجهة الأخرى التي بها المكان المنشود بقيت واقفه اراقب حركة السير السريعة والمنسجمة 

أحب التنزه في هذه الأوقات التي يبدوا أن لا أحد فيها يلتفت فيه لروعة نسيم الهواء صباحا في هذا الوقت من السنة.

وصلت أخيرا وطلبت كوب قهوة مع لفائف القرفة

جلست واخرجت الكتاب الا انني لم اشعر برغبة في القراءة لذا بقيت ارتشف القهوة بهدوء واراقب الحادث من الأعلى ولكن الوضع الان أصبح أثر حدة حيث اشتبك السائقين وتجمهر بعض الأشخاص لفض ذلك الاشتباك.

 

غيرت مكان جلوسي، ظهري إلى ذلك الجدار الزجاجي المطل على الشارع وحركة السير السريعة وعراك على جانب الطريق واجهت المقهى تأملت تفاصيله البسيطة ثم شرعت في الكتابة

 

"هناك لذة ممزوجة بالقلق من فكرة التقدم في العمر، أكملت اليوم عامي الثلاثين، وها أنا ذا أجلس هنا ارتشف قهوتي وأتذكر المراحل الانتقالية التي مرت في حياتي وأشعر بالامتنان أكثر.


ولان التقدم دائما مصحوبا بتغيير، أدركت منذ مدة أنه بقدر ما يخيفني التغيير، ستهويني التجربة وكل ما سوف أتعلمه وأشعر به خلالها.

قبل عدة أعوام عندما قررت أن أكتب، كنت خائفة تحديدا من كشف جوانب الضعيف الموجودة بداخلي ولكن لحسن الحظ تغييرا رائعا حصل قبل عدة أعوام بدد ذلك الخوف. ـ عندما حدث ذلك التغيير في ذلك الوقت كنت أكرهه كنت غاضبة ايما غضب جراء حدثه ـ 

من الجيد إذا وجود التقدم والتغيير والنضج في هذه الحياة، ان تصبح الرؤيا مختلفة حد الذي تصبح ممتن لحدث بعد ان كنت غاضبا جراء حدوثه!

 

قبل أسبوع كنت برفقة احدى صديقاتي في نزهة على شاطئ البحر اثناء وقت الغروب، اخبرتني أنها مع الفكرة السائدة التي سمعتها عدة مرات من أكثر من صديقة وهي باختصار تحثني على ان ادعي خلاف ما انا عليه عندما ارتبط يوما ما برجل الذي سيكون شريك حياتي 

وحذرتني بلهجة واضحة من الافراط في العطاء قالت لابد وان تكوني ثقيلة ورزينة ولا تظهري للرجل شغفك به.

بقيت صامته طوال فترت حديثها لأنني لا ارفض الفكرة ولكن انا فقط اعرف نفسي سأنهمر بغزارة عندما أحب، سأنزل اسوار مدينتي سأفتح أبواب قصري سأملأ الطرقات زهرا. 

وأن لم أحب، سأعفي نفسي واعفي هذه الحياة من المزيد مم ليس حقيقة.

 

تحدثنا عن كل ما يجول في خواطرنا كانت قد غربت الشمس وحل الظلام وازدادت حركة الرياح سرعة، اخبرتني انها قرأت مدونتي كامله وأنها راقت لها بعض المدونات ثم جلسنا مقابل بعضنا البعض سألتني بعد ان استأذنت " لماذا تكتبين؟" 

حل الصمت لحظات ثم قلت "لأنني اريد ان أشارك جوانب مني مع الاخرين"

قالت " وما الهدف من ذلك "

قلت " لأنني لا اريد ان أخاف بعد الان"

قالت " حسنا دعيني أولا أقول لك ان تلك شجاعة منك، لم ولن أجرأ على القيام بها ولكن لماذا تفعلين ذلك إذا! "

قلت " وما البديل؟ أن اختبئ أن اتلاشى في الظلمة! ليس هذا خيارا يتناسب مع ما انا عليه " 

 

لا اعرف كيف انتهى بنا الحديث عن اسرار فطيرة التفاح التي صنعتها قبل اسبوعين

ولكن بقي سؤالها يتردد على ذهني طوال الليل 

" لماذا تكتبين؟ "

"لماذا تكتبين؟ "

"لماذا تكتبين؟ "

ليس الامر انني لم اعد اريد ان أخاف وحسب 

أعتقد أن أثناء الكتابة أكون أنا، ما اشعر به ما اريده ما اشتهيه ما أتلذذ به ما أعانيه وما أتألم منه وله وخلاله 

خلال الكتابة تسقط الاسوار ولا يبقى شيء سواء الحقيقة 

أكتب لأنني حزينة 

ولأنني غالبا ما اشعر أن هناك عاصفة في داخلي لا شيء قادر على احتوائها سِوا الكلمات 

أكتب لأنني أحيانا عندما أغمض عيني أرى أشياء لا افهمها لا أعرف مصدرها ولكني اشعر بها تخترق كل ذرة من وجودي

ولأنني عازمة على ان اواجه كل ما هو موجود في الداخل

ربما هناك أسباب أخرى لازلت أجهلها ولكن هذا ما اعرفه حتى الان"

 

أغلقت المحمول والتفت لأتحقق ما الذي حل بالسائقين وجدتهما يتعانقان 

بينما يقيد رجل المرور المخالفة على أحدهما!

 

عدت إلى المنزل أكملت بقيت اليوم تحت تأثير ابتسامة الاستيقاظ 

لاحقا في المساء 

رقصت على أنغام شرقية

تمنيت امنية 

تناولت وجبتي المفضلة

شاهدت فيلما سرياليا

ونمت وحلمت أنني اقطف ثمرة الفراولة من الحقول 

واشاركها الاخرين! 

 

 

يوم ميلاد سعيد لي! 

 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عِناق من فراشة ضاحكة

في بطني، بلورة كريستالية