الرقص في الحُلم داخل حُلم

صورة
    أحيانًا، لا يوقظنا من غفلتنا سوى حُلم . ليس كأحلام الليل العابرة، بل حُلمٌ نلمح فيه وجهًا رقيقًا، كأنّه من نسـج نسمة .  في هذا الحلم، تُعاد ترتيب الذاكرة، ويُجرَّب الإحساس من جديد . تطلّ الرعاية، ويُزهر الحب، وتتكشّف ملامح الجمال كما لو أنها تولد للمرة الأولى . هنا، استراحةُ الروح على عتبة التحول، قادمٌ من مكان ناعم بين النوم واليقظة …   عاد لي وعيي وأنا واقفة أمام المرآة أرتدي فستانًا كحليًّا من القطيفة، بأكمام طويلة وملمس ناعم يحتضنني كأنني عروس الوقت كنت في أبهى حُلّتي، والشمس كانت على وشك المغيب، ضوؤها البرتقالي يغسل وجهي، وينسكب على الفستان كما تنسكب الذكريات على الروح استدرت نحو الباب كان هناك رجل يحمل طفلًا بين ذراعيه، ويقول بصوت رصين حنون : " لا بأس، لا تستعجلي… جميعنا في الأسفل بانتظارك ." ثم خرج. وأغلق الباب خلفه بلطف " جميعنا؟ " تكررت الكلمة في داخلي كصدى بعيد وبطريقة لم أفهمها، عرفت أن هذا الرجل هو زوجي… وأن هذا الطفل هو ابني لكنني لم أكن أتذكّر شيئًا: لا متى تزوّجت، ولا متى أنجبت، ولا كيف مرّت كل تلك الأيام بقيت واقفة أمام المرآة أنظر إلى الفستان، و...

محاولة رابعة للنجاة

 



العاشرة والربع صباحا في صالة الجلوس وضعت فنجان القهوة امامي , جلست واخذت انظر الى النافذة الكبيرة المطلة مباشرة على البحر , منظر مهيب ممتع جدا لنظر ورائحة الهواء المنعشة التي تعبر تلك النوافذ كل شيء كان مثالي كما اريد بضبط .

ثم تجولت بنظري في ارجاء الصالة الواسعة بجدرانها البيضاء وتفاصيلها الكلاسيكية تنفست الصعداء وادركت انني انتقلت للتو الى الشقة التي كنت اتطلع للعيش فيها خصوصا بعد التغيرات الجذرية التي اجريتها في حياتي الفترة القليلة الماضية .

عدت الى النافذة ثم البحر مجددا ركزت نظري عليه وادركت انه يرتفع الى الاعلى بشكل مثير للريبة ,شعرت بالخطر وبادرت بإغلاق كل النوافذ.

في جزاء من الثانية ارتفعت المياه لتغمر المكان كنت متأكدة أن النوافذ الزجاجية لن تصمد كثيرا وفي اي لحظة ستغمر المياه المكان بالكامل بقيت واقفة ارتجف من هول المنظر واحاول جاهدة التفكير في محاولة اولى للنجاة بحياتي .

الرطوبة والضغط تسببا في فقداني جزء من وعيي ومع ذلك قررت الاختباء في دورة المياه دخلت واغلقت الباب وبقيت لحظات قبل أن افقد الوعي .

استفقت بعد ذلك في زنزانة كنت ملقاه على ارض مبلله , الرطوبة عالية , المكان مظلم بستثناء ضوء خافت قادم من الممر , لم استطع التنفس بشكل جيد لا اعرف ما الذي حدث لما انا هنا خلف هذه القضبان ؟كل ما اتذكره هو المنظر المهيب للبحر وهو يرتفع بتدريج, اه تذكرت منظر البحر المروع قلت في نفسي "يا الهي ما الذي حل بالمدينة هل غرقنا اين انا تبا ؟"وبدأ التوتر يزيد من حدة شعوري بتوهان .

اغمضت عيني وبقيت هادئة في محاولة لاستيعاب ما الذي يحدث قبل ان ادرك انني تعرضت للخطف .

وفي محاولة ثانية للنجاة فكرت في الهروب طبعا في ذلك الممر الممتلئ بزنزانات والاسرى استطعت انقاذ بعضهم بينما رأيت بعيني البعض الاخر يعذب حتى الموت , تقدمت انا وثلاثة مختطفون اخرون الى نهاية الممر و بعد ان اصبحنا  امام باب عملاق  ذو الون التركوازي  يشوبه الصدئ في كل مكان ظهر احد افراد العصابة حاملا بندقية في يده .

شعرت انها النهاية ولكن

في محاولة ثالثة للنجاة كنت بعيدة عن البقية واقرب الى رجل العصابة ولوهلة لمحت باب صغير كان على جهتي اليمين شعرت بذهول عندما انفتح بسهوله وكانه إنوجد من العدم لينقذني ادلفت منه سريعا ثم اغلقته من الداخل , في ظلام دامس بستثناء ضوء خافت ينفذ من تحت الباب بقيت لحظات قبل ان اسمع عراك في الخارج بين رجل العصابة والاسرى الذي حاولوا الفرار معي رأيت البندقية ثم عيار ناري ولم اتطع سماع صوت الطلقة بوضوح شعرت بالم اعلى معدتي ثم سقطت ارضا واخذت اتنفس بصعوبة يوجد رائحة قوية لم استطع تمييزها بقيت ملقاه على الارض وانا اسمع اصوات الصراخ وارى البندقية من تحت الباب لم استطع المقاومة اكثر ثم فقدت الوعي تماما .

لحظات بعد ذلك شعرت بيد دافئة على وجهي وسمعت صوت بعيد "استيقظي ارجوك يجب ان نخرج من هنا " فتحت عيني وجلست ثم ورأيت رجل العصابة  ساقط على الارض وهو يصارع الموت ويلفظ انفاسه الاخيرة وبلمحة سريعة على ذلك الباب الصغير كتب عليه "خطر *جزء من النص مفقود *" ثم شاهدت تلك الوجوه التي استطعت انقاذهم وهو يمدون لي يد العون كانوا يتحدثون عن كيف يجب ان نتجاوز هذا الباب العملاق ,الباب الذي يحول بيننا وبين الحرية.

لم اكن في حالة تسمح لي بستيعاب ما الذي يقولونه او يفعلونه بشكل واضح ولكنهم نجحوا وكنا قد عبرنا الباب بالفعل خرجنا وكان الوقت منتصف الليل تقريبا ,ما ان استنشقت الهواء حتى شعرت ان روحي تسري في جسدي من جديد سريعا استعدت قواي و هممنا بالفرار قبل أن يظهر المزيد من افراد العصابة !

وفي محاولة رابعة للنجاة ... 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يوم ميلاد سعيد لي

عِناق من فراشة ضاحكة

في بطني، بلورة كريستالية