الرقص في الحُلم داخل حُلم

صورة
    أحيانًا، لا يوقظنا من غفلتنا سوى حُلم . ليس كأحلام الليل العابرة، بل حُلمٌ نلمح فيه وجهًا رقيقًا، كأنّه من نسـج نسمة .  في هذا الحلم، تُعاد ترتيب الذاكرة، ويُجرَّب الإحساس من جديد . تطلّ الرعاية، ويُزهر الحب، وتتكشّف ملامح الجمال كما لو أنها تولد للمرة الأولى . هنا، استراحةُ الروح على عتبة التحول، قادمٌ من مكان ناعم بين النوم واليقظة …   عاد لي وعيي وأنا واقفة أمام المرآة أرتدي فستانًا كحليًّا من القطيفة، بأكمام طويلة وملمس ناعم يحتضنني كأنني عروس الوقت كنت في أبهى حُلّتي، والشمس كانت على وشك المغيب، ضوؤها البرتقالي يغسل وجهي، وينسكب على الفستان كما تنسكب الذكريات على الروح استدرت نحو الباب كان هناك رجل يحمل طفلًا بين ذراعيه، ويقول بصوت رصين حنون : " لا بأس، لا تستعجلي… جميعنا في الأسفل بانتظارك ." ثم خرج. وأغلق الباب خلفه بلطف " جميعنا؟ " تكررت الكلمة في داخلي كصدى بعيد وبطريقة لم أفهمها، عرفت أن هذا الرجل هو زوجي… وأن هذا الطفل هو ابني لكنني لم أكن أتذكّر شيئًا: لا متى تزوّجت، ولا متى أنجبت، ولا كيف مرّت كل تلك الأيام بقيت واقفة أمام المرآة أنظر إلى الفستان، و...

أن ألتقيك خارج الزمان خارج المكان





في يوم خريفي دافئ قبل غروب الشمس كنت منغمسة في القراءة كالعادة في المقهى المفضل الذي اعتدت زيارته منذ قرابة الثلاث سنوات وعلى غفلة استوقفني حوار شخصين اغمضت عيني وانصت.

حسنا ليس هناك شيء استثنائيا كان يقال ولكن نبرة صوتك جعلني اشعر بذلك النوع من الألفة 

ألذي يجبرك على الإتفات.

وعندما استدرت رايتك للوهة الأولى،،  حسنا اسمر وسيم بملامح حادة و لحية كثيفة وشاربين ادرك انني لا اعرفك لم اراك قط  في حياتي حتى في احلامي التي لطالما عهدة فيها رايت اشخاص غرباء ثم التقيهم بعد ذلك في حياتي الواقعية ، أجل لم التقيك اطلاقا ولكن آهه صوتك.

أعادتني للواقع نظرتك تجاهي اربكتني فلم اجد مخرجا غير التبسم حرجاً 

" حسنا يجب ان أنسحب الان " قلت في نفسي ثم التقطت هاتفي المحمول كتابي وكوب القهوة وهممت برحيل وانا اتسائل من تكون !

ولأني منذ عرفت نفسي وانا فضولية تجاه المشاعر التي تنتابني بشكل مفاجا ، ولقلة حدوث ذلك الامر أصلا 

بعد ذلك بوقت قصير 

عرفتك اسمك عائلتك قبيلتك وتفاصيل كثيرة .


أدركت أخيرا بعد كل تلك المعرفة انك رجل بحواجز كثيرة وأن خلف تلك الحواجز يكمن شيء رقيقاً تغلفه الصلابة والحواجز والكثير الكثير من الكبرياء.

ولان بعض المعلومات بالإضافة الئ حدسي يكفياني من اجل معرفة أي طريق سأسلكه ورغم سهولة الانسحاب إلا أنني 

أخترت أن ألتقيك خارج الزمان خارج المكان .

وادركت أن استدراجك لتلك النقطة سيتطلب مني عناء مازلت قادرة على تدبره 


ثم تـأملتك بعمق.


أرعبني كل ما رايتهُ خلال ذلك التأمل وبقي جزئك الرقيق يساندني 

كان يمدني بسكون والحب الكافيان من أجل الصمود أمام كل ذلك الخوف 

كنت متقبلة بصبر وهدوء لقسوتك لعنادك ولكبريائك وحزنك وغضبك لكل الظلمات التي تكونك 

وأنا في خضم ذلك كنت مازلت اشعر بالأمان الذي يمدني به وجودك 

وانك رغم كل شيء تريدني أن ألمس ذلك العمق بداخلك 

وانك شجاع بالقدر الكافي الذي يتطلبه الامر 

غير أني اتوق لعناقك اتوق إلى ذلك ألكمال الذي يحويه المجال بين ذراعيك 

أتوق لان أُحلِق في رحباة حُبك ... 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يوم ميلاد سعيد لي

عِناق من فراشة ضاحكة

في بطني، بلورة كريستالية