الرقص في الحُلم داخل حُلم

في زمن سحيق كنت اسير دون وجهة
اتوقف أحيانا لالتقاط انفاسي وبعض الصور التذكارية
وأحيانا لأسأل نفسي
إلى اين نحن ذاهبون؟ اما اكتفينا من السير؟
كم لبثنا؟ متى يحين وقت الاستراحة؟
دون ان احصل على إجابات واضحة ثم اعود لأسير
وأسير
وأسير
خطوات صغيرة عندما اشعر بضجر
وأخرى سريعة وكبيرة يحركها رغباتي غير المشبعة
حتى اصطدمت بكل قوة في جدار زجاجي عملاق
أفقدني الوعي عدة أيام
وبعد ان استيقظت وبدأت في استكشافه، تحسسته من كل الاتجاهات بدأ لي ان لا نهاية له
و انه سيكون نهايتي!
لم يكن لدي خيارات عديدة
فأما البقاء هنا لاستكشافه ومواجهة هذا المجهول
او أن اعود ادراجي.
وبطبع يستحيل ان اعود من حيث اتيت يجب ان أجد طريقا للنفاذ
ففي داخلي اعتقاد راسخ انني لم أصل لوجهتي بعد حتى لو بدا لي هذا الجدار عائقا
سوف أجد حل لا محالة، - عناد همم ربما او أفضل أن اسميه اعتقاد راسخ ـ
وبعد ان استنفذت كافة السبل للنفاذ قررت ان استسلم
جلست بوضعية زهرة اللوتس وتنفست بعمق
شعرت بشيء ما يتمدد في داخلي
وعندما فتحت عيني رأيت حبل غليظ لونه ابيض متوهج
يصل بين اعلى بطني ومنتصف الجدار، اختفى في تلك اللحظة شعوري بالعطش والجوع واي احتياج آخر
وبشكل لم افهمه قط عرفت ان ذلك الجدار غريب الاطوار يدعوني للبقاء
وانه ما زال من الممكن الانسحاب والرجوع ادراجي
لكنني مسبقا منذ ان عرفتني لم تكن العودة ضمن الخيارات المستساغة بنسبة لي
لذلك بقيت
عدة أعوام ربما لست اقبض على الوقت
بقيت حتى نسيت انني كنت اسير أصلاً
بقيت حتى اعتدت المكان
الجدار واسراره
دهاليزه الخفية المخبأ بها كل فاكهتي المفضلة
صلابته
ثباته
وجوده
الطريقة التي يقوم بتدفئتي بها ليلا عن البرد
وعندما يرفعني عاليا اثناء الاسترخاء من بطني ويبقي فقط اطرافي ورأسي متدليه برفق – هكذا يكون عناق الجدار بالمناسبة –
ولشدة احساسي بالأمان في قربه كنت انام مثل الأطفال
كنت أنام أحيانا أيام وليالي كثيرة متواصلة
وعلى غير العادة استيقظت في احد الأيام في منتصف الليل
وانا اشعر بفراغ مميت في بطني
لم يكن موجودا.
بحثت عنه في كافة ارجاء الكون لكنه كان قد اختفى
لماذا كان موجودا اصلاً من اين ظهر؟
ولماذا بقيت كل هذه المدة؟
إلى اين كنت اسير؟ ما الذي افعله هنا؟
هل كان جدارا حقيقيا أم انني كنت اتوهم؟
ماذا عن هذا الألم في بطني وكأني خضعت للتو لعملية استئصال معدة!
الكثير من الأسئلة رافقت خطواتي التالية غير محددة الوجهة أيضا
ولكنها هذه المرة محملة بالألم
ألم من شدته لم ولن أتمناه لألد أعدائي
ألم ممزوج بالفزع والتيه والخوف والحزن
وبعد أن هدئت عواصفي الداخلية من الرفض والمقاومة
انفجرت عين حُبي
حُب منبعه شيء ما في الداخل
وعندما امتلأت به، تحول ذلك الفراغ في بطني
إلى بلورة كريستالية لماعة متوهجة بألوان القوس قزح
كل لون كان يروي حكاية شعور
فبنفسجي ايمان
والنيلي سكون
الازرق سعة
الاخضر حياة
الاصفر سعادة
البرتقالي رضا
والاحمر حنان
وعرفت أي اعتقاد راسخ كنت أحمله
ذلك الحب الان يحملني برفق للوجهة التي يريد
ذلك الحب الان وجهتي وماضيا ومستقبلي
هل مازال الخوف موجودا؟ أجل ولكن الحب أعمق وأشمل
ماذا عن الحزن والتيه، مازالا موجودين أيضا اشعر بهما الان
ولكن الرضا والسعة أعمق والايمان أيضا أكبر وأكثر وأعمق.
الله إبداع ربي يزيدك نور وجمال وعافية دائمه يارب 😍💖💖💖
ردحذفابحرت في كلماتك الموزونة وابداعك الذي تجاوز في عمقة عمق المحيط …احببت فعلاً ماخطته يداك هنا .. انت مميزة وحرفك ساحر 👏🏻💕
ردحذفشكرا جزيلا ، اسعدني للغاية تعليقك وارجو ان اكون دائما عند حسن ظنك.
ردحذفرااااائعه جداً يا عزيزة ابدعتي...كما عهدناكِ دائماً ❤️
ردحذف