الرقص في الحُلم داخل حُلم

صورة
    أحيانًا، لا يوقظنا من غفلتنا سوى حُلم . ليس كأحلام الليل العابرة، بل حُلمٌ نلمح فيه وجهًا رقيقًا، كأنّه من نسـج نسمة .  في هذا الحلم، تُعاد ترتيب الذاكرة، ويُجرَّب الإحساس من جديد . تطلّ الرعاية، ويُزهر الحب، وتتكشّف ملامح الجمال كما لو أنها تولد للمرة الأولى . هنا، استراحةُ الروح على عتبة التحول، قادمٌ من مكان ناعم بين النوم واليقظة …   عاد لي وعيي وأنا واقفة أمام المرآة أرتدي فستانًا كحليًّا من القطيفة، بأكمام طويلة وملمس ناعم يحتضنني كأنني عروس الوقت كنت في أبهى حُلّتي، والشمس كانت على وشك المغيب، ضوؤها البرتقالي يغسل وجهي، وينسكب على الفستان كما تنسكب الذكريات على الروح استدرت نحو الباب كان هناك رجل يحمل طفلًا بين ذراعيه، ويقول بصوت رصين حنون : " لا بأس، لا تستعجلي… جميعنا في الأسفل بانتظارك ." ثم خرج. وأغلق الباب خلفه بلطف " جميعنا؟ " تكررت الكلمة في داخلي كصدى بعيد وبطريقة لم أفهمها، عرفت أن هذا الرجل هو زوجي… وأن هذا الطفل هو ابني لكنني لم أكن أتذكّر شيئًا: لا متى تزوّجت، ولا متى أنجبت، ولا كيف مرّت كل تلك الأيام بقيت واقفة أمام المرآة أنظر إلى الفستان، و...

إلى أي درجة أنا أنجيلا !






استيقظت على صوت حركة غير عادية خلف نافذتي نظرت لساعة الحائط وكانت تشير إلى السادسة والربع كنت اسمع صوت السيد آدم جاري المسن المزعج و يبدو أنهُ يقوم بتوجه احدهم لشيء ما.
لن انكر إمتعاضي من الوضع فاكثر ما يزعجني هو الاستيقاظ باكرا على صوت الضوضاء
نهظت وبحركة متثاقلة فتحت ستائر النافذة المطلة مباشرة على الجهة اليمنى من منزل السيد آدم كان هناك بعض العمال المعلقين حول نوافذ منزله وهو يقف في الأسفل ويقوم بارشادهم .
كانوا يقومون بتثبيت اشواك طاردة للطيور فلطالما سمعت عائلة السيد آدم يحتجون على صوت هديل الحمام المزعج تحديدًا على حد وصفهم، وها هم ذا يبدو انهم توصلوا إلى احد الحلول .
غريب هو أمر الإنسان قد يصنع من هديل الحمام مشكلة وينسى إلى أي درجة هو مزعج لكل شي في هذه المعمورة !
لا اعرف كم لبثت واقفة أمام النافذة وانا انظر اليهم  وفي تلك الحظة خطرت لي قصة الحمامة أنجيلا التي قصتها لي معلمتي المفضلة عندما كنت صغيرة في المدرسة بعد أن أخبرتها إني اشعر بالإحباط
كان ياما كان خُلقت أنجيلا في الا زمان في احد الأقاليم التي كان سكانها مولعون بكل ما يخص الحمام
وما أن بدأ ريشها بظهور حتى اصبح كل المحيطين بها يدركون انها مختلفه عن الجميع
كان ريشها مكون من اللون الأبيض والرمادي والأسود بتدريج من رأسها حتى ذيلها و تحمل في كل جناح سبع ريشات كُل ريشة لها لون من الوان القوس قزح
مظهرها مميزة بشكل ملفت للأنظار .
وبعد مضي فترة اصبح ريشها مكتمل النمو وأكثر وضوحاً وتألقاً وكأنه مقدر لها أن تكون اكثر الحمام تميزا في ذلك الإقليم
اعتقد والديها حينها انه ربما من الأفضل أن تتخلص من بعض الريش ذو الأوان الزاهية حتى لا تلفت نظر الصيادين وتكون عرضة لخطر الأسر .
ورغم انها كانت تحب ريشها كثيرا ولكن وافقت على التخلص من بعضهم لان عائلتها رأت أن ذلك من اجل حمايتها
وبعد مضي فترة قصيرة اجتمع الحمام على اعتاب باب والد أنجيلا مطالبين بضرورة التخلص من بقية ألوان أجنحتها لان وجودها من ضمن المجموعة يعرضهم جميعًا للخطر !
ورغم انها قاومت في البداية الا انها تنازلت عن حلم  "اكثر الحمام تميزا في ذلك الإقليم " وقبلت أن تتخلص من ريشها إلى الأبد بعد أن أقنعوها أن ذلك في مصلحة الجميع وانتهى بها المطاف "حمامة عادية " .

في الحقيقة لم افهم القصة جيدا عندما قصتها لي معلمتي رغم انني استمتعت بها ونسيت شعوري بالإحباط
اما الان فربما تكون أنجيلا مجرد حمامة هديلها يتسبب في ضجر السيد آدم وعائلته .

وبعد أن أشرقت الشمس وذهب العمال هدأ الوضع
وبينما أتناول وجبة الإفطار المكونة من رقائق الذرة مع الحليب والقهوة سريعة التحضير خطر لي سؤال تسبب في زيادة ضغط الدم في عروقي ( إلى أي درجة انا أنجيلا ؟ )
تبا قُلت وسحبت دفتر المذكرات سريعا كتبت في صفحتهُ الاولى
إلى أي درجة ! ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يوم ميلاد سعيد لي

عِناق من فراشة ضاحكة

في بطني، بلورة كريستالية