الرقص في الحُلم داخل حُلم

صورة
    أحيانًا، لا يوقظنا من غفلتنا سوى حُلم . ليس كأحلام الليل العابرة، بل حُلمٌ نلمح فيه وجهًا رقيقًا، كأنّه من نسـج نسمة .  في هذا الحلم، تُعاد ترتيب الذاكرة، ويُجرَّب الإحساس من جديد . تطلّ الرعاية، ويُزهر الحب، وتتكشّف ملامح الجمال كما لو أنها تولد للمرة الأولى . هنا، استراحةُ الروح على عتبة التحول، قادمٌ من مكان ناعم بين النوم واليقظة …   عاد لي وعيي وأنا واقفة أمام المرآة أرتدي فستانًا كحليًّا من القطيفة، بأكمام طويلة وملمس ناعم يحتضنني كأنني عروس الوقت كنت في أبهى حُلّتي، والشمس كانت على وشك المغيب، ضوؤها البرتقالي يغسل وجهي، وينسكب على الفستان كما تنسكب الذكريات على الروح استدرت نحو الباب كان هناك رجل يحمل طفلًا بين ذراعيه، ويقول بصوت رصين حنون : " لا بأس، لا تستعجلي… جميعنا في الأسفل بانتظارك ." ثم خرج. وأغلق الباب خلفه بلطف " جميعنا؟ " تكررت الكلمة في داخلي كصدى بعيد وبطريقة لم أفهمها، عرفت أن هذا الرجل هو زوجي… وأن هذا الطفل هو ابني لكنني لم أكن أتذكّر شيئًا: لا متى تزوّجت، ولا متى أنجبت، ولا كيف مرّت كل تلك الأيام بقيت واقفة أمام المرآة أنظر إلى الفستان، و...

أن أتلاشى فيك حباً


 

عهدت منذُ مدة أن اتأمل قوامك خِلسَة عندما تكون منشغلا بقيامك بالأمور الروتينية اثناء اليوم ،عندما تصنع لي كوب القهوة الخالية من الكافيين صباحا قبل ان تذهب الى العمل، عند قيامك بتوضيب الفوضى التي صنعتها انا في المنزل ليلا اثناء الكتابة، وعند جزك لعشب الفناء الخارجي، وعند ممارستك للرياضة في العاشرة ليلا بعد يوم مليء بضغوطات العمل .

انا اراك واراقب في ذات اللحظة بهدوء الثبات والاتزان الذي اشعر بهما اثناء ذلك التأمل، ربما هي بنيتك الداخلية اكثر من عضلاتك المفتولة من تجعلني أشعر وكأني أمام شجرة زيتون غليظة الساق عميقة الجذور كثيرة الأغصان !


هل ستسمح لي يوماً باحتلال كيانك؟ بالدخول الى تلك النقطة المحضورة في نفسك؟

أم سنبقى هكذا أنا احلق عالياً في إرجاء الوجود وعندما أُوشك على الانفلات تجذبني إليك، تعانقني تُقْبل جبيني ، تقربني إلى اقرب قدر ممكن إليك ،تذكرني بأني انتمي إلى جذورك وأن جسدك القوي هذا موطني.


يؤسفني أحيانا انه ربما لم ولن تستطيع يوما أن تدرك الطريقة التي احبك بها مهما حاولت ذلك

فانت شجرتي التي استمد منها الحكمة والثبات 

وانت شمسي التي يعكس ضيائُها على وجْنتي كل صباح 

وانت قمري الذي يرافق لياليَّ يسامرني يمازحني يجعلني اختبر أنواع بديعة من الجمال 

وانت بحري الذي يمدني بكل هذا العمق والمعنى والذي مازلت أحاول جاهدة سبر اغواره 

وانت غيمتي الرقيقة التي تحملني وتجوب بي ارجاء المعارف 

وأنت لي كُل شيء. 


اتمنى لو تعرف أني في كثير من الأحيان أرغب بشدة في حمل كل اوزارك لأخفف عنك وطأتها .  

اتمنى لو تعرف كيف أراك وتعرف أن رغبتي الدائمة في احتلال كيانك هي تلك العظمة التي أشعر بها في وجودك

تلك عظمتك ، اريد ان أتحد معها واعرف جيدا تكلفة وثمار ذلك الاتحاد 

أعرف أي ألم أن بصدد خوضه أعرف خطورة الأمواج التي بانتظاري أعرف احتمالية الغرق في بحرك  

وأعرف جيداً احتمالية أن أتلاشى فيك حُبا.. ومازلت أريدك كلك..

تعليقات

  1. موووووو طبيعي الاسلوب والنشر والصياغ والتشبيهات حبيت مررررا حرام هالكلام مايقرونه الناس كلهم🥹💖💖💖💖

    ردحذف
  2. فعلا مدونه حلوه بجد اوي واحساسك جميل عاشت ام العز 🙂

    ردحذف
  3. حيث ارى طيفك يلاحقني بكل احاسيسي حين أراك مازلت هنا بداخلي تأشيرة مرور ولدت لها نوافذ الحلم

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يوم ميلاد سعيد لي

عِناق من فراشة ضاحكة

في بطني، بلورة كريستالية